تفسير سورة العلق للاطفال
إن آيات الذكر الحكيم عظيم هو الحرص على قراءتها وحثّ الأطفال على ذلك أيضًا، إلا أن بجانب القراءة يكون من الجميل البحث وراء تفسير ومعنى كل آية حتى يكون المسلم واعيًا لما يقرأ ويعيش أحداث السورة بشكلٍ أكثر عمقًا، وعليه وفي هذا الصدد سوف نعمل على عرض تفسير سورة العلق للاطفال.
تفسير سورة العلق للاطفال
واحدة سور القرآن الكريم المكية التي تتسم بعدد آياتها الصغير مما يجعلها من أوائل السور التي تضمها خطة تعليم الأطفال وتحفيظهم كتاب الله تأتي سورة العلق، وهي ما سنعمل على عرض تفسير آياتها التسع عشر على النحو الآتي:
1- تفسير الآيات من 1 – 5
تأتي الآية الأولى في السورة والقرآن الكريم بشكلٍ عام {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} بتوجيه أمر من الله إلى النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم بأن يقرأ باسم ربه الذي خلق، لتأتي الآية الثانية بتوضيح تفاصيل في خلق الإنسان؛ فيقول الله {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ} أي خلقه من دمٍ جامد غليظ.
بعدها يُعاد الأمر على النبي بالقراءة مع تمجيد المولى عز وجل بـ {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ}، وهو الرب الذي علّم عباده ما لم يكونوا يعلمون وهي الكتابة بالقلم التي نالوا منها المنافع، ذلك وغيرها ما العلوم التي ما لم يكن الإنسان يعلم عنها أي شيء لولا فضل الله.
2- تفسير الآيات من 6 – 8
تأتي الآية السادسة {كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى} وهي ما فسرها أهل العلم بما قبله من الآيات الخمس بأنه على الرغم من كل النِعم التي أنعم الله بها على عباده، إلا أن الإنسان لا يعترف بها ويطغى بالكفر بربه عز وجل، إلا أن هذا الإنسان حتمًا سيرجع إلى ربه ليحاسبه عما كان يفعله.
3- تفسير الآيات من 9 – 14
تبدأ الآية التاسعة والعاشرة {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَىٰ عَبْدًا إِذَا صَلَّى} وهما وما بعدهما ما قِيل عنهم إن الله عز وجل يسرد فيها قصة “أبي جهل بن هشام”؛ وذلك بعد أن توعّد النبي صلى الله عليه وسلم بأن يطأن رقبته إذا رآه يُصلي.
فيقول المولى جلّ وعلا أرأيت إن كان على سداد في الصلاة والاستقامة أو أمر بتقواه، ثم أرأيت إن كذب أبي جهل هذا بالحق الذي بُعث به النبي وأعرض عنه، لتأتي الآية الرابعة عشر {أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَىٰ} أي ألم يعلم أبي جهل أن الله جلّ وعلا يراه وقادر على عقابه.
4- تفسير الآيات من 15 – 19
تأتي الآية الخامسة عشر {كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ} وهي عبارة عن وعيد رباني إلى أبي جهل يستمر للآيات من بعدها؛ وهو أنه إن لم ينتهِ ويتوقف عن تهديد النبي الكريم فإن الله سوف يأخذه من مقدمة رأسه، ويذلّه ويُسوّد وجهه.
ثم يزيد الله من حِدة الوعيد دفاعًا عن دينه ونبيه فيقول {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ}؛ أي إذا كان أبي جهل يتوّعد بأن يُجمع أهله وعشيرته ليروا ما سيفعل بمحمدٍ فإن الله سيدعو الزبانية وهم الملائكة الذين سيشهدون عذابه.
وأخيرًا يأمر الله عز وجل نبيه محمد بألا يطع أبي جهل ولا يستمع إلى حديثه بل عليه أن يطيع أوامره سبحانه فقط بأن يسجد ويقترب منه بالطاعات فما أحد يقدر على ضرّه لأنه سيمنعه، وهذا ما يتحقق في الآية الأخيرة {كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب}.
إن العمل على توجيه الأطفال إلى المعاني والتفاسير التي تتعلق بآيات القرآن الكريم يعد من أعظم الأمور التي قد يقوم بها أولياء الأمور أو المعلمين؛ وهذا ما حاولنا المساعدة فيه من خلال تسليط الضوء على سورة العلق، إلا أن هذا لا يكون كافيًا ويتوجب الرجوع إلى المقاطع المصورة أو التفاسير المكتوبة التي تعود إلى أيٍ من المشايخ ذوي الثقة والعلم.