فتاوى إسلامية

حكم تأجيل الغسل من الجنابة وهل الاستحلام يتطلب غسل؟

هناك الكثير من الأمور الفقهية التي تمسّ جوانب عدة أساسية في حياة المسلم، وهي ما يكون من الضروري الإحاطة بها علمًا لعدم الوقوع في الذنب أو حتى المحظورات الدينية، ومن بينها ما يدور حول عالم الجنابة والاحتلام والاستحلام التي سنكشف عن باقة من الفتاوى الخاصة بها بشيءٍ من التفصيل عبر السطور الآتية.

حكم تأجيل الغسل من الجنابة

هناك الكثير من المسلمين لا يعلمون الحكم الشرعي من تأخير الغسل من الجنابة، وهل في حال قاموا بذلك سيكون عليهم ذنب أو لا؛ ومن هنا نشير إلى أن أهل الفقه قد أجمع أغلبهم على أن هذا الغُسل واجب وجوب متراخيًا، بمعنى أنه لا بد من حدوثه نعم ولكن لا يشترط أن يكون لحظي وفوري.

إذ أشار العلماء في قولهم إلى أن المسلم إذا كان على جنابه يمكنه تأجيل الغُسل ولكن على شرط ألا يدخل عليه وقت صلاة؛ ولمزيد من التوضيح على افتراض أن الجنابة حدثت بعد صلاة الظهر فإنه يجوز تأخير الغسل حتى وقت صلاة العصر.

ومن هنا لا بد من الإشارة إلى السند الشرعي الذي عليه أطلق أهل العلم تلك الفتوى؛ وهو حديث عن النبي الكريم ورد فيه الآتي:

عن أبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عنه: أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لقِيه في بعضِ طَريقِ المدينة وهو جُنُبٌ، فانخنستُ منه، فذَهب فاغتسَلَ، ثمَّ جاء، فقال: أين كنتَ يا أبا هُرَيرةَ؟ قال: كنتُ جُنُبًا؛ فكرهتُ أن أجالسَك وأنا على غيرِ طهارةٍ، فقال: سبحانَ الله! إنَّ المسلِمَ لا يَنجُسُ“.

حكم تأجيل الغسل من الجنابة

هل يجوز النوم دون الاغتسال من الجنابة

في صدد الحديث عن أحكام الجنابة لا بد من الإشارة أيضًا إلى أن أهل العلم قد أجازوا النوم على جنابة للمسلم دون الاغتسال ولكن يكون من المُستحب الوضوء؛ وهذا ما جاء بناءً على حديث نبوي شريف بالنص الآتي:

عن عائشة رضي الله عنها قالت “كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ إذا أرادَ أن ينامَ، وَهوَ جنبٌ، تَوضَّأَ. وإذا أرادَ أن يأْكلَ، أو يشربَ. قالت: غسلَ يدَيهِ، ثمَّ يأكلُ أو يشربُ“.

هل الاستحلام يوجب الغسل

في إطار طرح الأحكام الشرعية المتعلقة بأمور الغُسل فيكون من الضروري التطرق إلى ما يرتبط بالاستحلام، وقبل توضيحها لا بد من الإشارة إلى أنه يعني الاستمناء أي إخراج المَني بدون جماع، وهو ما يكون على عكس الاحتلام الذي يؤدي إلى خروج المَني من المرء خلال النوم دون إرادة منه.

ومن هنا جاءت فتاوى أهل العلم في حقيقة وجوب الغسل من عدمه متعلقة بخروج المَني؛ حيث تمت الإشارة إليه أنه في حال كان هناك مَني يكون الغُسل واجب، وإن لم ينتج عن الاستحلام خروج المَني لم يكن الغسل في تلك الحالة واجبًا.

من الضروري العلم أنه في حال وجود فتوى خاصة حول أيٍ من الأمور السابق الحديث عنها أو الرغبة في الاستزادة من المعلومات الدينية حول ذات الصدد؛ فإنه لا بد الرجوع إلى شيخ موثوق في علمه أو التواصل مع دار الإفتاء في بلد السائل، وذلك لضمان الحصول على المعلومة السليمة من الناحية الشرعية دون أي لَغط أو لَبس.

ياسمين سعد

ياسمين سعد، كاتبة محتوى مصرية مواليد محافظة الإسكندرية وخريجة كلية الزراعة قسم الهندسة الزراعية، أهوى قراءة الشعر والأدب وأحب الكتابة، التعبير، الرسم والبحث في المجالات المختلفة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى