أشكال مدح النساء في الشعر الجاهلي ومفهوم الغزل في الشعر الجاهلي

كان للمرأة مكانة كبيرة في الشعر الجاهلي لطالما كانت هي رمز الحب والجمال والعذوبة وقد تم العزل بالمرأة في العديد من الأبيات الشعرية المختلفة والشعر هو لغة الحب والعاطفة وعلى هذا الأساس قد توجه الشعراء إلى الغزل بها ومن خلال هذا المقال سوف نعرض أشكال مدح النساء في الشعر الجاهلي.
أشكال مدح النساء في الشعر الجاهلي
من خلال هذه الفقرة سنعرض أشكال المدح في الشعر الجاهلي وهي:
1- الغزل العذري
هذا الغزل يتم فيها ذكر المحبوبة بدون وصف محاسنها ومفاتنها بل الاكتفاء فقط بالتغني بعواطفه والتعبير لها عن مشاعره ومن أبرز الشعراء الذين تغنوا في هذا المجال هو الشاعر عنترة بن شداد العبسي وهو شاعر فارس من قبيلة عبس والمشهور بحبه لابنة عمه عبلة وقد درج ذكر عبلة في أشعاره بعد أن رفض عمه زواجه منها ويقول عنترة في أحد قصائده:
يا عبل إن هواك قد جاز المدى
وأنا المعنى فيك من دون الورى
يا عبل حبك في عظامي مع دمي
لما جرت روحي بجسمي قد جرى
ولقد علقت بذيل من فخرت به عبس
وسيف أبيه أفنى حميرا
يا شاس جرني من غرام قاتل
أبدًا أزيد به غرامًا مسعرا
شاهد أيضًا: Free online Harbors: Play Casino Slot machines Enjoyment
شاهد أيضًا: كم الراتب في السعودية شهريا؟ وما هي الرواتب المنخفضة
2- الغزل الصريح
هذا النوع من الشعر يعتمد على وصف المرأة ومفاتنها والتغني بها ومن أبرز رواد هذا النوع من الغزل هو امرؤ القيس والأعشى وقد قال الأعشى في قصيدة له:
كأنَّ مِشيَتَها من بيتِ جارَتِها
مرُّ السّحابةِ لا ريثٌ ولا عجَلُ
تسمَعُ للحلّي وَسواسًا إذا انصرفت
كما استعانَ بريحٍ عِشرِقٌ زَجِلُ
3- الأطلال
هو الوقوف على الطلل وذكر المحبوبة على أنقاض ذكراها وقد يعتقد الكثير من الأشخاص أن هذه سياسة ابتدائية لكل قصيدة حتى وإن كان الشاعر لم يعيش قصة حب إلا أنه لابد من أن يذكر المرأة في مطلع قصيدته ولو كانت من نسج خياله ومن الأمثلة على ذكر المرأة بالوقوف على الأطلال قول الشاعر طرفة بن العبد في معلقته:
لخولة أطلال ببرقة ثهمد
تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
وُقوفًا بِها صَحبي عَلَيَّ مَطيَّهُم
يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَلَّدِ
كَأَنَّ حُدوجَ المالِكيَّةِ غُدوَةً
خَلايا سَفينٍ بِالنَواصِفِ مِن دَدِ
عَدَوليَّةٌ أَو مِن سَفينِ اِبنِ يامِنٍ
يَجورُ بِها المَلّاحُ طَورًا وَيَهتَدي
يَشُقُّ حَبابَ الماءِ حَيزومُها بِها
كَما قَسَمَ التُربَ المُفايِلُ بِاليَدِ
الغزل في الشعر الجاهلي
المرأة تعد هي الركيزة الأساسية في معظم الشعر الجاهلي سواء قصد الشاعر المرأة في قصائده مستقلة أم رمز غزله بها من خلال بعض المشاهد منها الطلل وارتحال الظعائن وغيرها من المشاهد الأخرى ويشغل العزل من الإرث الجاهلي مكانة واسعة حتى يكاد يكون الجزء الأكبر من ثروتنا الأدبية والمرأة تعد ركن أساسي في الحياة الجاهلية وليس لدى الشعراء فقط بل ايضًا في مختلف مجالات الحياة فهي الحبيبة والأم والأخت والشاعرة والمربية ووصفها في كل مناسبة والهيام بها أنزلها في مكانة تليق بها وقد اقتصرت أغلب القصائد الغزلية في الشعر الجاهلي على وصف جمال المرأة الخارجي مثل الوجه والجسم وكان الشعراء يتفننون بوصف هذا الجمال.
خصائص الشعر الجاهلي
للشعر الجاهلي العديد من الخصائص المهمة ومن بين هذه الخصائص ما يلي:
- تصوير البيئة الجاهلية بصورة رائعة.
- الصدق في التعبير.
- يكثر في الشعر الجاهلي التشبيه الحسي في وصف الأشخاص والأشياء.
- تتعدد الموضوعات في القصيدة الواحدة وغالبًا ما تبدأ في وصف الأطلال أو الغزل ثم الغرض الأساسي منها.
- يتميز الشعر الجاهلي بموسيقى هادئة في بعض الأحيان وصاخبة في البعض الآخر وهذا على سحب موضوعات القصائد.
- يتميز بلغة فخمة التراكيب صعبة المعاني تحتاج إلى معجم من أجل تفسيرها.
وبهذا نكون قد عرضنا أشكال المدح بالمرأة في العصر الجاهلي ومن الجدير بالذكر أن الشعر الجاهلي يعد من أقدم الأشعار العربية حيث يجمع عدد كبير وصور متنوعة وأوزان الشعر وهو عريق النشأة.