طريقة وصف جمال المرأة في الشعر العربي والتمجيد بها
وصف جمال المرأة في الشعر العربي كان من الأمور الأكثر انتشارًا قديمًا، ومنها الغزل وهو باب من أبواب الشعر العربي، وتأثر هذا الباب بالكثير من الأمور حيث لا تجد نوع أنواع الشعر قلبه الزمن وغيره كالغزل عند العرب، ويوجد تشابه كبير بين تعريف الغزل والنسيب والتشبيب، وقيل أن الغزل هو وصف الأعضاء الظاهرة في المحبوب، والنسيب يصف الشوق، والتشبيب ذكر أيام الشباب، وخلال السطور التالية نتعرف على المرأة وذكرها في الشعر.
المرأة في الشعر الجاهلي
رغم قلة ما ذُر من غزل في الشعر الجاهلي ولكن يمكن أن نستخلص أوصاف المرأة التي أحبها الشعراء، وتكون كالتالي:
1 -القامة المعتدلة مع البدانة
فضل الشعراء المرأة التي تمتاز بطول القامة وتسمى بالفارعة، وبالأخص إن كانت مكتنزة الجسم، مع المواصفات الجميلة مشوبة بالسمنة غير الثقيلة، وتكون ثقيلة الأرداف والعجز نحيلة الخصر، ومن أمثلتها ما قاله الشاعر عمرو بن كلثوم
في معلق سمنت وطالت
ردافها تنوء بما ولينا
أي سمينة طويلة الارداف ثقيلتها
2 –الشعر الطويل
أحب العرب المرأة التي تمتاز بالشعر الطويل، ويكون مميز باللون الأسود الفاحم كالليل المظلم أو الحالك، وكلما كان طويلًا كان أجمل ولا زالت هذه الفكرة موجودة ومتوارثة حتى الآن، وطول شعر المرأة وشدة وسواده من علامات جمال المرأة، وقال الشاعر امرؤ القيس التالي:
غذائرها مستشذرات إلى العلى
تضّل العِقاص في مثنى ومرسل
من خلال البحث في الشعر الجاهلي وجدوا أن العرب لم يميلوا إلى الشعر الناعم المستقيم أو السرح، بل إلى السبط المتموج، وكانت المرأة العربية تخرج بعض الغدائر في مقدمة رأسها حتى تُظهر الشهر المفلول المتعوج وفقُا لتعرجات الضفيرة، وعندما تفل المرأة شعر جدائلها يكون متموجً كنسمات مرت على كثيب من الرمل.
يزيد من جمالها إن ظهر ضوء الشمس على الالتواءات أو التعرج، فهو يعكس إشاعات وتموجات الشعر وتزيد جماله وتحببه إلى النفوس، وتبعث الرغبة في لمسه.
3 – سعة العيون وحورها
كان الشعراء العرب يميلوا إلى العيون الواسعة، وشبهوا عيون المرأة بعيون البقرة الوحشية، وذلك لكبر عيون البقرة الوحشية وسعة العيون وشدة سوادها ونصاعتها وبياضها، ومعنى الحور هو شدة سواد الحدقة مع شدة بياض العين، ومن أمثلة الشعر:
تصدّ وتبدي عن أسيل وتتقي
بناظرة من وحش وجرة مُطْفِلِ
4 –جمال الوجه
من صفات الجمال التي ذكرها العرب، حيث أحب الشعراء الوجه الصافي النقي بما فيه من بياض يوجد به سمرة قليلة، والبياض المائل إلى السمرة، وقيل عن وصف المرأة أدماء، والأدمة هي السمرة والأديم هو ظاهر الأرض ومن الأمثلة على هذه الأبيات:
فأمّا ما فويق العقـــــد منهـا
فمن أدمــاء مرتعهــــا الكــــلاء
وأمّا المقلتـــــان فمن مهــــاة
وللدرّ الملاحـــة والصفـــــــاء
الغزل في العصر الجاهلي
قل الغزل في العصر الجاهلي وذلك لمجموعة من الأسباب مثل وجود الحجاب
المرأة كانت محتجبة في الجاهلية ولا يظهر منها إلا وجهها وأجزاء قليلة من جسمها، وكانت مختبئة داخل خدرها، ولا تقوم بمخالطة الرجال الأجانب، والدليل على هذا البيت التالي:
وبيضة خدر لا يرام خباؤها …………
والكثير من الأبيات التي توضح أن النساء كانت تحجب وتمنع الخدور في الخدور، وبذلك تقل مشاعره الرجال للنساء وهذا سبب في قلة الشعر الجاهلي، و السبب الثاني قلة الغزل بسبب ضيق العرب ونفورهم من ذكر أوصاف نسائهم في شعر تتناقله الألسن والرواة.
طريقة وصف جمال المرأة في الشعر العربي تنوعت بين الصفات الخارجية، والتغزل في مفاتنها بشكل جريء وصريح، وذكرنا الكثير من الشعراء وأبياتها المُعبرة عن جمال في كثير المواصفات مثل الوجه والطول ولون الشعر.