اسئلة عامة

ما هي قصة يوم العلم في الجزائر؟! ذكرى 16 أفريل

ما الربط بين يوم العلم في الجزائر والنابض بن باديس رائد النهضة الإصلاحية في الجزائر، الذي كرس حياته في الدعوة إلى التغيير الحقيقي الذي ينطلق من الفرد المتمسك بثوابت هويته والمحافظ على وحدة وطنه، فما هي ذكرى السادس عشر أفريل من كل سنة وما تفاصيل هذا اليوم ذلك ما نتعرف عليه في السطور التالية.

لماذا سُمي يوم 16 افريل بـ “يوم العلم“؟

الشعب الجزائري يحيي يوم العلم المصادف للذكرى وفاة رائدة النهضة الإصلاحية العلامة عبد الحميد ابن باديس، الذي صقلت أفكاره الوطنية روح الأجيال المفجرة لثورة أول نوفمبر المجيدة، وكان من الطبيعي أن تستمر الجزائر في تجسيد الفكر المتبصر للعلامة ابن باديس، واتخذ الشعب الجزائري من تاريخ رحيله رمزيا للاحتفاء بالعلم والعلماء.

هذا التقليد يعد منارة تُذكر الشعب بمرحلة من تاريخ الأمة، وتصدى خلالها الشيخ ابن باديس لمخططات استعمارية حاقدة استهدفت طمس الهوية الوطنية وهدم ركائزها، واعتمدت على تحرير العقل واستنهاض الهمم بسلاح العلم، لأن العلم والمعرفة أصبحا يشكلان حجر الزاوية في بناء الاقتصاد  والتحكم في التكنولوجيات الحديثة.

قصة يوم العلم في الجزائر

من هو الشيخ ابن باديس

عند الحديث عن يوم العلم في الجزائر لا بد من الحديث عن الشيخ ابن باديس وهو من أوائل الذين آمنوا بأن تحرير العقل من الجهل والخرافات يسبق تحرير الأوطان، وحارب حتى آخر رمق من حياته كل المخططات الفرنسية لطمس الهوية الوطنية.

انطلاقة المسيرة الإصلاحية للشيخ ابن باديس بعد لقائه برفيق دربه الشيخ البشير الإبراهيمي، الذي اتفق معه على محاربة الاستعمار الفرنسي ومن امتهنوا المتاجرة بالدين، وبعد ذلك تم تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عام 1931، فقد كان العلم هو سلاح الشيخ في معركة التغيير التي خاضها، التي اكتست أبعاد سياسية واجتماعية وثقافية وأخلاقية.

لذلك أقام ترسانة ضمت نحو 124 مدرسة يؤطرها 274 معلمًا، وبلغ  عدد تلامذتها سنة 1954 نحو 40 ألف تلميذ، وأنشأ معهد باديس الثانوي بقسنطينة وتولى تكوين المعلمين والطلبة.

إنجازات الشيخ ابن باديس في العلم

كان  الشيخ ابن باديس يرى أن سلاح التغيير الوحيد هو العلم، وعمل على ترويج أفكاره الإصلاحية وتوعية النشء من خلال تأسيسه لجرائد “المنتقد” و”الشهاب” و”البصائر”، ويُذكر أنه يوقع مقالاته الصحفية بكنيته الأمازيغية “الصنهاجي”، وقد رأى النور سنة 1889 بقسنطينة، وأتم حفظ القرآن في السنة الثالثة عشر من عمره، ليسافر بعدها إلى تونس ليتابع تعليمه بجامع الزيتونة.

قد عُرف عن الشيخ ابن باديس إلمامه الواسع بأمور الدين وتفتحه على ثقافة العصر ومساواته بين أبناء الوطن من فتيات وفتيان، وفتح لهم أبواب المدارس التي أنشأها رغم طغيان الاستعمار الفرنسي، ودفاعه الذي لم يهدأ ولم يكل عن عناصر الهوية الوطنية ومحاربته الشرسة للظلامية والبدع.

قصة يوم العلم في الجزائر من الاحتفالات التي تدل على كفاح الشيخ ابن باديس لإثبات أن العلم هو أساس التغيير، والتذكير بالهوية الوطنية وما قام به من إنجازات عظيمة، على الرغم من التضييق الذي فرضته عليهم السلطات الفرنسية.

ياسمين سعد

ياسمين سعد، كاتبة محتوى مصرية مواليد محافظة الإسكندرية وخريجة كلية الزراعة قسم الهندسة الزراعية، أهوى قراءة الشعر والأدب وأحب الكتابة، التعبير، الرسم والبحث في المجالات المختلفة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى