من سكن الارض قبل البشر.. تعرف على أقوال أشهر المفسرين

من التساؤلات التي يطرحها الكثير من الناس من سكن الأرض قبل الشر، ووردت روايات عديدة في كتب التاريخ والتفسير حول هذا الأمر، وتعددت أقوال العلماء في ذلك، ولا بد التعرف على المعلومات من المصادر الموثوقة والمؤكدة، لأنها من المعلومات التي يتحدث فيها العديد من القارئين والباحثين، وخلال السطور التالية نتعرف على موجز الإجابة ويمكن المراجعة من المصادر الأخرى للتأكد.
من سكن الأرض قبل البشر
لا يوجد في الكتاب والسنة شيء يدل أن قومًا يسكنون الأرض قبل آدم عليه السلام، وما جاء في ذلك من أقوال بعض المفسرين من الصحابة والتابعين، والروايات كالتالي:
1 – الرواية الأولى
إن الأرض كان يسكنها الجن (بالجيم المعجمة)، وهم الذين خلقهم الله تعالى من النار، وهذا القول مروي عن أكثر أهل التفسير، وروى الطبري عن ابن عباس رضي الله عنه قال : (أول من سكن الأرض الجن، فأفسدوا فيها، وسفكوا فيها الدماء، وقتل بعضهم بعض).
2 – الرواية الثانية
لم يكن على الأرض قبل آدم عليه السلام أحد لا من الجن ولا من غيرهم، وهذا القول رواه الطبري في تفسيره (1/232) عن عبد الرحمن بن زيد قال : (قال الله تعالى ذكره للملائكة: إني أريد أن أخلق في الأرض خلقا، وأجعل فيها خليفة، وليس لله يومئذ خلق إلا الملائكة، والأرض ليس فيها خلق).
يقول العلامة الطاهر ابن عاشور في “التحرير والتنوير” تعقيب ذكر الأرض ثم السمات بذكر إرادته تعالى دليل على جعل الخليفة كان أول الأحوال على الأرض بعد خلقها، فالخليفة هو من يخلف صاحب الشيء في التصرف في ممتكاته، ولا يلزم أن يكون المخلوق مستقرًا في المكان من قبل، فالخليفة هو آدم وخلفيته قيامه بتنفيذ مراد الله تعالى من تعمير الأرض بالإلهام أو الوحي، وتلقين ذريته مراد الله تعالى من هذا العالم الأرضي.
3- أقوال بعض المفسرين أو المؤرخين
ما يذكره بعض المفسرين أو المؤرخين أن قوما اسمهم الحن (بالحا الملهمة) كانوا يسكنون الأرض فجاء الجن (بالجيم المعجمة) فقتولهم وسكنوا مكانهم، وتعد من القصص التي لا تستند إلى أي سند صحيح.
يقول ابن كثير في “البداية والنهاية” : “قال كثير من علماء التفسير: خلقت الجن قبل آدم عليه السلام، وكان قبلهم في الأرض (الحِنُّ والبِنُّ)، فسلط الله الجن عليهم فقتلوهم وأجلوهم عنها وأبادوهم منها وسكنوها بعدهم”.
قال العلامة الطاهر ابن عاشور في “التحرير والتنوير”(1/228): “إذا صح أن الأرض كانت معمورة من قبل بطائفة من المخلوقات يسمون (الحِنُّ والبِنُّ) بحاء مهملة مكسورة ونون في الأول، وبموحدة مكسورة ونون في الثاني، وقيل: اسمهم (الطَّمُّ والرَّمُّ) بفتح أولهما، وأحسبه من المزاعم، وأن وضع هذين الاسمين من باب قول الناس (هيّان بن بيّان) إشارة إلى غير موجود أو غير معروف، وَلَعَلَّ هَذَا أَنْجَزُ لأهل القصص من خرافات الفرس أو اليونان
فإن الفرس زعموا أنه كان قبل الإنسان في الأرض جنس اسمه الطم والرم، وكان اليونان يعتقدون أن الأرض كانت معمورة بمخلوقات تدعى (التيتان) وأن (زفس) وهو (المشتري) كبير الأرباب في اعتقادهم جلاهم من الأرض لفسادهم”
خلال السطور السابقة تم الرد على سؤال من سكان الأرض قبل البشر بما جاء على ألسن العلماء والمفسرين، وقد ورد في هذا الأمر الكثير من الروايات والأحاديث، ولا بد من الاطلاع على مثل هذه المعلومات من المصادر الموثوقة.