هل يجوز ذبح العقيقة بعد سنوات عند المالكية؟ وأيهما أفضل الذبح أم التصدق بثمنها؟

هل يجوز ذبح العقيقة بعد سنوات عند المالكية؟ العقيقة هي سنة مؤكدة عند غالبية الفقهاء، وهي بمثابة شكر لله عز وجل على نعمة المولود، ولها مقاصد اجتماعية ايضًا، فهي تساهم في تحقيق التكافل الاجتماعي، ولذلك فهي تحظى بمنزلة كبيرة في الإسلام، ولها شروط محددة يجب العِلم بها والالتزام بها.

هل يجوز ذبح العقيقة بعد سنوات عند المالكية

لا يجوز ذبح العقيقة بعد سنوات عند المالكية، فقد ذهب المالكية إلى أن وقت العقيقة يكون في اليوم السابع من الولادة ولا يكون قبله، وأن وقت العقيقة يفوت بفوات اليوم السابع، والعقيقة مندوبة عند المالكية، والمندوب عندهم أقل من المسنون.

الحكمة من العقيقة

سن الإسلام العقيقة لما لها من إظهار البهجة والنعمة، وهناك أسباب لمشروعيتها، وهي كالتالي:

• شكر الله تعالى على نعمة المولود، قال تعالى: “الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا” [الكهف: 47].
• تعتبر العقيقة نوع من أنواع التكافل الاجتماعي في الإسلام، عن طريق تقديم الذبيحة للأهل والأصدقاء والفقراء والمحتاجين.
• الإشهار بأن هذا الفرد قد رزقه الله بمولود.
• فدية عن المولود، كفداء الله عز وجل لإسماعيل عليه السلام بالكبش.

شروط ذبيحة العقيقة

يشترط في العقيقة ما يشترط في الأضحية، ويتضمن ذلك الشروط الآتية التي يجب الالتزام بها:

• أن تكون سليمة وخالية من العيوب، فلا تكون عوراء أو عرجاء أو مريضة.
• السن المجزئ في العقيقة هو خمس سنين للإبل، وسنتان للبقر، وسنة للمعز، وستة أشهر للضأن.

توزيع العقيقة

العقيقة المشروعة التي جاءت بها السنة هي ما يذبح عن المولود في يومه السابع، وهي تكون شاتان عن الذكر، وشاة واحدة عن الأنثى، فقد روي: “أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ نحرَ عنِ الحسنِ والحُسَينِ كبشًا كبشًا” [الراوي: عبدالله بن عباس]، [المحدث: ابن دقيق العيد]، وصاحبهما مخير إن شاء وزعها لحمًا على الأهل والأصدقاء والفقراء، وإن شاء طبخها ودعا إليها الأقارب والفقراء.

هل ذبح العقيقة أفضل أم التصدق بثمنها

ذبح العقيقة أفضل من التصدق بثمنها، وثوابها أكبر عند الله عز وجل، فالمقصد من العقيقة هو من التقرب إلى الله عز وجل بالذبح، وقد ذكر ابن القيم أن الذبح وإراقة الدم مقصود، فهي عبادة مقترنة بالصلاة، قال تعالى: “ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ” [الأنعام: 162].

ولا يشترط لصحة العقيقة أن يعلم الآكل منها أنها عقيقة، فجائز دعوة الناس إلى وليمة دون إعلامهم أن ذلك اللحم هو من العقيقة التي تم ذبحها، ولكن الأفضل من ذلك هو إعلامهم من أجل الدعاء للولد بالصلاح ونيل التوفيق.

الأصل عند المالكية أن تكون العقيقة في اليوم السابع للمولود، وهي مندوبة عندهم، ولكنها سنة مؤكدة عند غالبية العلماء الآخرين، وهي لها بُعد ديني وآخر اجتماعي، فهي بمثابة شكر الله على النعمة، وتساهم في تعزيز الروابط الاجتماعية.